«إدمان النت» ظاهرة تستوجب الانتباه

:flower:

مع تزايد عدد مستخدمي الإنترنت ظهرت مشكلة يعتبرها بعض العلماء مرضاً تمثل في «إدمان الكثيرين من مستخدمي النت» التجول في الشبكة، وما نقصده هنا بتسمية «مدمني الإنترنت» كل ما تحمله الكلمة من معنى، فهناك الآن من أصبح كل اهتمامهم طوال اليوم نهاره وليله، الجلوس أمام الشاشة والإمساك بماوس جهاز الكمبيوتر والتجول في شبكة المعلومات الدولية والتنقل بين المواقع.


وقد يكون هذا كله بلا هدف ناهيك عن الرغبة في التلصص ودخول المواقع التي ينهي عنها الشرع «والمواقع التي تشوش العقل وتثير الأعصاب» أو تلك التي تقنعنا بأخبار ومعلومات مغلوطة قد يعتبرها البعض حقائق وهي زائفة.


ما هو واقع وأبعاد هذه المشكلة التي تغزو مجتمعاتنا العربية؟ وما هي أسبابها ؟ وكيف يمكن علاجها ؟ «الحواس الخمس» تحاور مجموعة من الشباب حول هذه القضية فماذا يقولون..


بدر عمران مبارك (طالب جامعي) يرى أن الوازع الديني يجب أن يكون له دور كبير في التحكم بالإرادة عند الدخول إلى مواقع الانترنت، وأن ما يدفع الشباب على إدمان النت وخاصة من الناحية السلبية هو عدم تقدير أي منهم لقيمة الوقت، ما يجعلهم يدمنون مواقع معينة، ومنها مواقع غير أخلاقية، ما ينعكس سلباً على حياتهم سواء الدراسية أو المعيشية وعلى سلوكهم وعلاقاتهم لأنه حتماً سيؤثر ما تثيره هذه المواقع وما فيها على تصرفاتهم وسلوكهم.


وتقول ميعاد عبدالله السري (طالبة علم نفس) في جامعة الإمارات ان الشباب يلجأون للإنترنت طوال النهار والليل، لدرجة أنه بات ملاذَهم الوحيد الدائم، ومكانَ الالتقاء بأصدقاء الشات في عالمهم الخاص، أكثر مما يلتقون بأصدقائهم ومدرِّسيهم ووالديهم وأهليهم، ويستبدلون زيارة مساجد ذكر الله بزيارة، او قل الجلوس في، مقاهي الإنترنت - التي تنتشر بشكلٍ سرطاني لساعات طويلة يوميًّا..


هذا هو الأمر الذي يستحق الدراسة، وهذا هو ما أدخل إلى عالمنا ظاهرة جديدة لم يتفق الأطباء على تعريفٍ لها حتى الآن، سوى أنها «إدمان الإنترنت» الذي يحتلُّ المرتبةَ الثانية في الإدمان بعد المخدِّرات والسجائر والكحوليات.


حالة أخرى يصورها خليل مراد علي، يقول: أجلس على النت إلى أن أتعب، حيث أقضي على الأقل من 8 إلى 10 ساعات أقطعهم فقط للنوم أو الصلاة وأحيانا الطعام وليس دائما لأنني غالبا أتناول فطوري وعشائي أمام الجهاز، وطبعا ذلك في الأوقات التي أصبح فيها عاطلاً.


أما لو كنت أعمل فأنا أول شيء أفعله بعد عودتي من العمل وفور دخولي البيت وقبل تغيير ملابسي، هو فتح الجهاز وأقضي منذ عودتي حتى النوم ما لا يقل عن 10 ساعات، فأنا أكره متابعة الأفلام والمسلسلات، ومعظم وقتي أقضيه في الشات في غرف (البالتوك) لكن للدعوة والباقي في المنتديات الإسلامية.


أما عيسى رضوان الذي بدأ اقتحام عالم النت منذ 7 سنوات، وهو يقضي على النت من 5 إلى 13 ساعة يوميًّا، فهو يعشق الكمبيوتر، لدرجة أنه يذاكر أمام الجهاز، أما عن كيفية قضائه لوقته فيؤكد أنه يعشق القيام بعمل القرصنة، فلا بد أن يقوم به يوميًّا لإثبات النفس والتحدي وخصوصا المنتديات الأجنبية التي تنشر صورًا مسيئةً للإسلام.


وسألنا منى علي عن انطباعها حول الانترنت فقالت: لا حاجة لي للإنترنت حيث انه يؤدي إلى مشاكل، إنني أعاني في المنزل من مشكلة اتصال أخي الدائم بالإنترنت وانشغال خط هاتف المنزل الدائم، فأخي مدمن انترنت بسبب سهره الدائم أمام شاشة الكمبيوتر الذي يؤدي إلى التعود عليه ومن ثم إدمانه مما يؤثر في حياة الشخص فقد يهمل واجباته الأسرية أو يهمل دراسته أو عمله ان كان يعملِ.


أما حمدة العوضي (طالبة دراسات عليا في تخصص علم النفس) فتقول: الانترنت شبكة عالمية وهي من أكبر الانجازات الحضارية والعلمية الحديثة، حيث انها تستطيع أن تربط الناس مع بعضهم في وقت واحد.


أما عن تأثير النت على نمط حياة مستخدميه سواء كانوا طلابا او متزوجين أو غير متزوجين فهذا يعتمد على أساليبهم المختلفة وطريقة التعامل مع الانترنت، فالوقت هو جزء من العمر فلا يجب أن يضيع الوقت في متابعة أو مشاهدة أشياء تافهة بثت في هذا الموقع أو ذاك، وهنا يجب الحد من استخدام الانترنت إلا في حدود ما يسمح به وقتنا، بعد القيام بمختلف التزاماتنا الأسرية والعملية والدراسية.. يجب أن لا يطغى وقت الانترنت على وقت العمل والبيت.


وتردف: يجب أن نهتم كثيرا بذلك وأن نحاول عمل توازن بين الوقت المخصص لمهماتنا وأعمالنا، والوقت المخصص للتسلية والحوارات عبر الانترنت، فالإنترنت يجب أن يفهم الجميع أنه اكبر سارق للوقت في العصر الحديث..!


ولكن للأسف هناك فئة من الناس لم تقدر هذا الانجاز، وذلك بالإقبال عليه لأخذ الجانب غير المفيد وترك المفيد، أما بالنسبة للطريقة التي يتم الخلاص بها من إدمان الانترنت واستخدامه بشكل معقول، فأنا من رأيي أن الله خلق الإنسان وفضله على جميع المخلوقات بالعقل والحكمة والبصيرة النافذة، ويستطيع أن يتجه إلى الجيد ويترك غير الجيد، فكثير من المواقع المتميزة والمفيدة منتشرة في الشبكة أيضا.





المصدر

البيان